دكتور مصطفى محمود

الله هو المحبوب وحده على وجه الأصالة وما نحب فى الآخرين إلا تجلياته وأنواره فجمال الوجوه من نوره وحنان القلوب من حنانه فنحن لا نملك من أنفسنا شيئاً إلا بقدر ما يخلع علينا سيدنا ومولانا من أنواره وأسمائه

Friday, September 16, 2011

عنوان ابى الجديد ..أرض القبور



مر على فراقة اسبوعا كاملا..فقررنا زيارتة ،ذهبنا جميعا لآجل زيارتة،كنت أشعر بأحاسيس غريبة هل أنا ذاهبة لزيارة أبى ،أبى هذا الذى كان يمشى بجوارى فى يوم من الايام لنزور أهلنا وأصدقائنا،اليوم أجيئة وحيدة بدونة ويكون هو من فى انتظارى،ماذا سأفعل عند زيارة بيتة الجديد هل سأبكى لدرجة أننى لن استطيع الوقوف على رجلى مرة أخرى أم سأدخل بأبتسامة عريضة كما كنت أفعل معة فى بيتنا..وظل يوم الوفاة يمر امام عينى كشريط فيلم وأتذكر اليوم من بدايتة حتى نهايتة وظلت مشاعرى متضاربة وقتا طويلا حتى تحرك أخى بالسيارة..وها نحن قد جئنا أرض القبور وبدأ قلبى يزداد دقا....

ووطأت قدمى أرض القبور واذا بعينى تملائها الدموع وتجرى وتسيل وظللت افكر فيهم اهل القبور فهم كانوا يوما من الايام فى مكانى يزورن اهل القبور وفجأة أصبحوا هم أهل القبور ما هذة الدنيا
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وظللت أبكى حتى جئنا قبر أبى
أبى انا ابنتك  هل تسمعنى؟ هل سترد على؟ هل ستدعى لى؟
ابى اشتاق لحضنك هل ستأخذنى الية مرة اخرى
اشتاق الى لمسة ايدك الحانية
اشتاق الى عطرك الراقى
ابى..ابى ..ابى
ولكن لم يجيبنى، لم يجبينى غير تلك الاحجار الباردة والمنقوش بها اسمة الغالى
ومر على خاطرى وانا واقفة تلك الذكريات الجميلة ،فتذكرتة عندما كنت طفلة وكان يأخذنى معة الى العمل وكان يأخذنى لزيارة أهلى وكان يشترى لى كل شئ ولبس العيد كم كان يدبر المال الخاص بتلك المناسبة ولكن ما كان يعيينى كيف يدبرهم وكل ما يعنينى هو لبس العيد الجديد وهو كل ما يعنية ان يجد فى عينى الفرحة بتلك الملابس،وايضا الزى المدرسى كنت انت من تتولى امرة وامر احتياجات المدرسة كنت تتولى جميع شئونى ياحبيبى وكنت تحمل اعبائا كثيرة ولم نشعر بك يوما
وتتوالى بى الذكريات حتى استقرت بى مكانى
فازداد البكاء..وازدادت فى الدعاء
حتى الان لا اصدق انك ذهبت وتركتنى ،فأنا أشعر بك فى كل ركن بالمنزل ،ارى أشيائك كما وضعتها يدك لم تتحرك من مكانها ، 
نظارتك كما هى والساعة كما هى ملابسك كما هى،كل شئ كما هو ولا يوجد غير الزمان هو الذى تغير بنا وبك ، أشعر انك فى مهمة وستأتى حالما تنتهى ،اشعر كل يوم انى سأراك فى مكانك المعتاد فى ركن بيتنا ،ستفتح يوما هذا الباب الذى تجمد بعدما فقد لمسة يديك
فهل ستأتى ياابى ؟ ابى كم كنت احبك ولا زلت احبك ولكنى لم اشعر بة غير الان، اسفة حقا لاننى لم استطيع ان اعبر عن حبى لك الا فى هذة الايام لم اقولها لك ولو مرة ولكنى اقولها الان باستمرار
احبك ابى وادعو الله لك دوما ان يغفرلك ذنوبك ويعفو عنك ويجعل قبرك نور ويؤنس وحشتك ويجعلك من اصحاب اليمين ويجعل عملك الصالح فى هذة الدنيا خير صاحب ويجعل القرأن خير أنيس
اللهم أمين




Saturday, September 10, 2011

قصيدة رثاء فى أبى





أمات أبوك ؟


ضلال .. انا لا يموت أبى

ففى البيت منه ..

روائح رب وذكرى نبى

هنا ركنه .. تلك أشياؤه

تفتق عن ألف غصن صبى

جريدته .. تبغه .. متكاه

كأن أبى , بعد , لم يذهب ..

وصحن الرماد .. و فنجانه

على حاله , بعد لم يشرب

و نظارتاه .. أيسلو الزجاج عيونا

أشف من المغرب

بقاياه , فى الحجرات الفساح

بقايا النسور على الملعب

أجول الزوايا عليه , فحث

أمر .. أمر على معشب

أشد يديه .. أميل عليه

أصلى على صدره المتعب

أبى .. لم يزل بيننا - والحديث

حديث الكؤوس على المشرب

يسامرنا , فالدوالى الحبالى

توالد من ثغرة الطيب

أبى , خبرا كان من جنة

و معنى من الأرحب الأرحب

و عينا أبى ملجأ للنجوم

فهل يذكر الشرق عينى أبى ؟

بذاكرة الصيف من والدى

كروم .. وذاكرة الكوكب ..

أبى .. يا أبى .. ان تاريخ طيب

وراءك يمشى , فلا تعتب

على اسمك نمضى .. فمن طيب

شهى المجانى الى أطيب

حملتك فى صحو عينى حتى

تهيأ للناس أنى أبى ..

أشيلك حتى بنبرة صوتى

فكيف ذهبت ولازلت بى ؟

اذا فلة الدار أعطت لدينا

ففى البيت ألف فم مذهب

فتحنا لتموز أبوابنا

ففى الصيف , لابد , يأتى أبى

نزار قبانى